تحرير العلاقة بين الإخوان وأمن الدولة
بقلم : د . محمد جمال حشمت – المعتقل بسجن برج العرب 2009-10-16
قد أستحق في علم الله ما ينالني من محن وابتلاءات لقصور أو ذنب أو ضعف أو تفريط أو إفراط لذا تحتشد حكومة بأكملها –وهذا من فضل الله على-لتسقطني في انتخابات متتالية 1995 ، 2003 ، 2005 أو لتقبض على وتسلبني حريتي وتنتهك حرمات مسكني وتستولي على بعض ممتلكاتي وتحاصرني بالمراقبة وتمنعني من حق السفر وغير ذلك كثير مما يضيق علىّ مثلما يحدث الآن وقد اعتقلتني وثلة من رجال مصر الشرفاء في محافظة البحيرة بعد أن أخلى القضاء سبيلنا وأسقط التهم الملفقة ضدنا ! لكن يقينا لا أستحق في علم وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة ما يحدث لي طوال هذه السنوات الطويلة من محن وابتلاءات فهم يعلمون أني ومن معي بل وكل الإخوان لم نسرق شيئا من المال العام أو الخاص ولم نزور انتخابات ولم ننهب أراضي الدولة ولم نقهر أحداً أو نغصب حق أحد ولم نأخذ قرضا من البنوك وهربناها ولم نشارك الفاسدين أو مطبعين مع عدو مصر الرئيسي مهما أبرمنا معه من معاهدات لم تحقق ولم ترد لنا أرضا ولم تحقق سلاما ولم تنشر أمنا ، لم نكن أبدا من هؤلاء بل كنا محبين لفعل الخيرات مستنكرين لفعل المنكرات ومقدمين الغالي والرخيص لعز بلدنا ورفعة شأنها ، فقدمنا العلماء والمجاهدين وأصحاب الأخلاق الحميدة والنماذج التي قدمت مصالح الوطن على مصالحها الشخصية على طول أرض مصر وعرضها في كل وقت لذا لم نكن أبد نستحق هذا الاضطهاد والعسف والظلم في المعاملة لولا أن أقحمت قوات الشرطة في صراع سياسي هي بعيدة عنه بنصوص الدستور والقانون وبإعمال العقل والمنطق .. فنحن في الجماعة الوطنية المصرية وفي القلب منها الإخوان المسلمين نواجه حزبا سياسيا فاسدا فاشلا أجتمع على تقسيم الوطن بين النخب الحاكمة والمالكة لمعظم ثروات البلاد ولباقي الأعضاء الفتات لكنه أفضل من لا شئ في مجتمع أنتشر فيه الفقر وتحكمت فيه الواسطة وسيطرت على إدارته الفساد .. ولكن يبقى هؤلاء في مناصبهم فكان لا بد من حماية لفسادهم ولا بد من قوة تبطش بمعارضيهم بالتشويه أو التلفيق وهكذا كان قدر رجال الشرطة في مصر أن يدخلوا في خصومة لا شأن لهم بها ، يدافعون فيها عن الباطل وأهله لأنه يحكم ويعتدون فيه على الحق وأهله لأنهم يعارضون ويرفضون ما حاق بالبلاد والعباد من ظلم وفساد وطغيان ..
دخل رجال الشرطة في خصومة مع أبناء الوطن كله وحصد بعضهم الثمن الذي لم يحصده زملائهم لحساسية دورهم وخطورته وصلته المباشرة بحماية نظام فاسد منهار لا قواعد له ، دخلوا معترك الحياة في مصر ولم يتركوا فيها ثغرة بعيدا عن سطوتهم ورغبتهم في إقصاء المعارضين الذين لا يحملون سكينا أو عصى بل لا يملكون إلاّ قلما أو لسان صادق .... لكن الغريب في هذه العلاقة المعروفة سلفا هي شخصنه المهمة فالإخوان لا يحملون في قلوبهم كرها أو بغضا لأحد مهما كان بما بينهم رجال الشرطة وعلى الأخص جهاز أمن الدولة وهم لهم إخوة في الوطن أختلف مسار كل منهما فهذا يعارض مسلما حبا لوطنه وهؤلاء يدافعون بعنف زائد عن نظام حكم وثلة من المسئولين ليسوا فوق مستوى الشبهات ولكنها مهمتها ، والمفروض أن تبقى العلاقة تدور في إطار سلمي يخدم حقوق الإنسان ويحفظ كرامته ويصون إنسانيته رغم كل الظروف إلا أن ما حدث أخيرا في هذه المرة أظنه جديدا فقد رأيت في عيون رجال الأمن ابتسام وفرح وشماتة عند القبض علينا ورأينا عنادا عند الشهادة ورأينا غضبا واستعلاء بعد حكم البراءة وإخلاء السبيل ، حتى العلاقات الإنسانية التي توطدت لفترة ليست بقصيرة اختفت كأن أحدنا قد قتل قريبا لهم وهم يعلمون أن الحجز لديهم في غرف تعذيب لا نظافة ولا مساحة ولا هواء ولا مواصفات الحجز في السجون وهى عار على من يأمر باحتجاز البشر فيها مهما كانت مكانتهم أو أعمارهم فهي وإن كانت غير قانونية فكان يجب أن تكون إنسانية !!
لكن أين تجدها وقد تشخصنت القضايا وصار تهديد العزل والويل والتبرير من معالم هذا الزمان الذي انهارت فيه القيم والأخلاق لمصالح الدنيا والتي هي دنيا !؟ لقد تابعت كل ذلك في صمت وتعجبت أن تصل الأمور بين أبناء الوطن الواحد إلى هذا المستوى من الإيذاء والتمتع به !! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ..
ولعل ما يميز قرار الاعتقال الذي صدر بحقنا – وهو أول مرة لي – أنه قد أحرج القضاء وأحكامه خارج الصراع الدائر بين نظام الحكم الفاشل الفاسد المستبد وبين معارضيه وكان قرار لجنة السياسات الذي نفذته وزارة الداخلية يعبر عن الظلم والقسوة لنظام حكم يملك كل شئ في مقابل مواطنين عزل لا يملكون سندا إلا الله وهو نعم المولى ونعم النصير ..
وها أنا رغم توصيات التضييق وعدم تلبية اى مطلب داخل السجن يحقق راحة أو رغبة إنسانية إلا أنني أوجه نداءا إلى كل الإخوان عبر موقع البحيرة وكل المواقع التي تنقل عنى تدعوا إلى الدعاء لهؤلاء لا الدعاء عليهم فلعل قلوبهم تلين أو تدرك مكان الحق فتسعى إليه ، فهم أحوج للرحمة والشعور الإنساني إنقاذا لأنفسهم أملا في مصير أعده الله للظالمين في الدنيا قبل الآخرة والآيات حولهم لكن من يرى ومن يتعظ ؟
ما سكبت هذه الدعوة في قلوبنا إلا الحب وبه نصارع هؤلاء وبه سنستشعر بحول الله وقوته وبه سننجو من الفتن إن شاء الله .
يا رب حمداً ليس غيرُك يُحمدُ يا من لهُ كُلَّ الخلائق تحْمدُ
أما ما نحن فيه فلسوف يصير حلما قد مضى لم تنكسر فيه إرادة ولن تجد له صدى
قالوا حُبستَ فقلتُ ليس بضاري حبْس وأيُّ مهَّندٍ لا يُغمِدُ
دبوس مشبك : في ذكرى أكتوبر هدد الرئيس مبارك إسرائيل قائلا في حديثه للأهرام :
"على إسرائيل أن تختار إما السلام والأمن أو استمرار الاحتلال غير المشروع !!!!!" والسؤال أين التهديد ؟ وماذا يملك الرئيس ليهدد به ؟
هناك تعليقان (2):
سال رجلا عليا بن ابي طالب : ما بال الفتنه قد كثرت علي عهدك ولم تكن علي عهد عمر
قال : لان عمرا كان اميرا علي مثلي ؛ اما انا فامير علي مثلك
سال رجلا عليا بن ابي طالب : ما بال الفتنه قد كثرت علي عهدك ولم تكن علي عهد عمر
قال : لان عمرا كان اميرا علي مثلي ؛ اما انا فامير علي مثلك
إرسال تعليق