اخر الاخبار

الجمعة، 21 أغسطس 2009


رمضان بقلم مجدى فتحى



من دروس الشهر الكريم
بقلم / م. مجدي فتحي 2009-08-20
1 - أتاكم رمضان
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه .. فينزل رحمته ويحط الخطايا ويستجاب فيه الدعاء ويباهي الله بكم ملائكته وينظر إلى تنافسكم فيه فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله تعالى " أو كما قال صلي الله عليه وسلم
أتاكم رمضان
كأن رمضان ضيفَ يأتي فأحسنوا استقباله وضيافته فسرعان ما ينصرف ولا ريب انه كذلك وهو ضيف يحتاج لإعداد خاص واستقبال حافل
شهر بركة
فكل شئ فيه بركة وقته بركة والصيام بركة والطعام بركة والسحور بركة والصدقة بركة والزكاة بركة والزيارة بركة ودروس العلم بركة والرزق بركة وصلاة التراويح بركة لذا يجب أن يستشعر أخوتنا وأهلينا ببركته فحتى التي لا تصوم لعذر فلتأكل من طعام رمضان وسحوره فتشعر بالبركة والطفل الصغير لا يحرم هذه البركة فتوقظه ليشهد السحور وتجلسه ليحضر الإفطار والجميع يجب ألا يحرم هذه البركة
وورد في السنة " تسحروا فإن في السحور بركة " رواه مسلم
وكأنه عبادة كقيام الليل تشهده الملائكة وقد قال (صلي الله عليه وسلم)"أن الملائكة تستغفر للمتسحرين" وورد "إن الله وملائكتة ليصلون على المتسحرين "
فحضور السحور قبول ورضا وتتنزل فيه الرحمات "وبالأسحار هم يستغفرون"
... والقيوم المنعم سبحانه وتعالى يتنزل في الثلث الأخير من الليل وقت السحر"هل من تائب فأتوب عليه .. هل من مستغفر فأغفر له ... هل من كذا هل من كذا حتى يطلع الفجر
فجاء رمضان ليهيئنا جميعاً لحضور هذه اللحظات المباركة فواجب ألا نحرم أنفسنا منها
وروي عن أبو سعيد الخضرى (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) انه قال : " السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فان الله عزوجل وملائكته يصلون على المتسحرين "رواه احمد وحسنه الألباني والبركة هي عظيم الاستفادة من الشئ فإذا نزعت ضاعت الاستفادة والاستغلال فقد يربح المرء مبالغ ضخمة فتنزع منها البركة فتنفق فيما لا فائدة منه أو تنفق بسرعة وقد يربح مبالغ ضئيلة تُطرح فيها البركة فيستفاد بها ويحسن استغلالها وتوضع في المكان المناسب وكذا البركة في الوقت إذا نزعت ضاع هباءاً منثوراً وإذا مزجت به أحسن المرء الاستفادة منه "ينسئ له في اجله " قالوا : يبارك في عمره ذلك عن صلة رحمه
... والعاقل ينهل من بركة رمضان فيبذل أقصي جهد ويحرص على كل عمل صالح ولا يحرم نفسه من بركة كل ما يتاح له من أعمال الخير في هذا الشهر الكريم
ينظر إلى تنافسكم فيه
يجب أن يكون في هذا الشهر علاقات تنافس في عمل الخير .. فلو أن إنساناً فتحت له خزينة فهل ينام ؟
أم يجمع أهله جميعاً لينال من هذه الخزينة ؟؟؟
وها هو ذا قد فتحت خزائن الخير والبركة فكيف ينام؟؟؟
لذا يجب زيادة قراءة القران وقيام الليل ومزج كل عمل بالذكر والطاعة حتي إعداد الطعام إذا قامت به المرأة فلتمزج وقتها اثناؤه بالذكر والاستغفار وتجدد نيتها لتنال البركة في شهر التنافس على الخير وليكن شعارنا في هذا الشهر
"استضيفوا الملائكة"
فالملائكة يطوفون يبحثون عن مجالس الذكر والطاعة وقراءة القران فمن ذا الذي يستضيفهم ويفتح لهم الأبواب ويحظى بهذا الشرف .. شرف أن يكون ضيوفه ملائكة " فما جلس قوم يقرؤون القران ويتدارسونه فيما بينهم إلا وحفتهم الملائكة "
ولنا في الصحابي الجليل الذي أقام الليل بسورة الكهف فنزلت كوكبه من الملائكة ملئت المكان بالنور والرحمات في سحابه من الأضواء والقناديل .. فالله عز وجل شرفنا بنزول القران علينا ولم ينزل على الملائكة فهي تسعد بسماعه منا نحن البشر
بين القراءة والترتيل والتدبر والعمل
ورضي الله عن سعيد حوي إذ يقول : " هناك ثواب على كمية القراءة وثواب على التدبر ولا يضيع احدهما الأخر "
فلاشك أن القراءة مع التدبر هي القمة
وقد كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقرأ سورة الأحزاب ويرتلها ويتدبر حتى صارت كأنها البقرة مع أنها عشر سورة البقرة مثلاً فكان يتدبر ويقف عند كل آية ويترحم ويطلب المغفرة كلما مر على آية ويشتاق إلى الجنة كلما جاء ذكرها ...و "الم" ثلاثة حروف كل حرف بعشر حسناتومراعاة للتوازن بين القراءة والتدبر نهي الشرع الحكيم أن يقرا القران في اقل من ثلاثة أيام... وقالوا أن الاعجمى مثلاً الذي يقرا القران وهو لا يعي معاني الحروف ولا يستوعب اللغة العربية ولكنه يقرا ابتغاء الحسنات والثواب .. فلا شك أن العظيم المنعم لن يحرمه من الثواب والحسنات ؟؟
... وكل قارئ للقران يأخذ على قدر ما عنده من سعة وعلم وفهم فيما يكون التنافس ؟
وليس التنافس المقصود في هذا الشهر العظيم هو التنافس في الأطعمة و الأشربة أو الملابس أو إضاعة الوقت في مشاهدة المسلسلات أو صناعة الكحك والبسكويت مثلاً ؟؟
الصديق والفاروق رضي الله عنهما في بعض سنوات حكمهما لم يضحوا ؟
والأضحية حكمها واضح كل الوضوح فلماذا ؟
لأنهم أرادوا أن يعلموا الأمة أنها ليست فريضة واخذ مالك من ذلك أنها ليست واجبة وعند الشافعي واجبة وربما لو عاش مالك لزماننا لقال بوجوبها.
فلماذا تصر بعض نسائنا علي إضاعة أيام وليالي العشر الأواخر من رمضان في صناعة الكحك والبسكويت وهو ليس سنة ولا فريضة ؟؟
نعم فيه إدخال للفرحة والسعادة وهو عادة اجتماعية ولكن نريد حسن ترتيب الأولويات فحسناً لو صنع في أول الشهر أو تم شراؤه جاهزاً أو قللنا من الكميات المصنوعة منه ! ولا نضيع أوقات البركة والثواب العظيم في صناعته
نريد أن نجدد أعمالنا الصالحة في رمضان .. نصالح من خاصمناه .. ونتوب توبة نصوحا لم تحدث من قبل
... هل سنظل نقرا ونسمع أن بعض الصالحين كان يقوم الليل حتى الفجر دون أن نحاول أن نقلدهم أو نحذوا حذوهم ونتأسي بهم ؟؟؟؟؟؟؟
هل سنظل نتكلم ونردد أحاديث تبين أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) كان يقول ثلث الليل ونصفه وثلثيه دون أن نحاول أن نفعل مثله ؟؟؟
ما المانع أن نأكل أي طعام لحظة الإفطار ولو تمرات ثم لماذا لا ننفذ ذلك ولو مرة ؟؟
الم يمر الهلال والهلال والثلاثة أهله ولا يوقد في بيته (صلي الله عليه وسلم) نار الم يكتفي أحيانا التمر؟
هل نستطيع أن نجدد حياتنا ونفعل ذلك ولو مرة ؟
أم من الضروري أن يكون طعام الإفطار ما لذ وطاب دوماً ودائماً ؟؟
لا تحقرن من المعروف شيئاً ؟؟
نريد أن ننظر إلى ثواب العمل وليس إلى العمل نفسه ... فأحيانا يتكاسل الإنسان عن إخراج صدقة بسيطة حرجاً وهو مدخل من مداخل الشيطان وغدا سيندم كل إنسان بيده تمرة ولم يخرجها في سبيل الله
"اتقوا النار ولو بشق تمرة "
"لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو عنبه " كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يتدارس القران مع جبريل في رمضان فمع من تتدارس أنت ؟؟؟
ومن بركة المدارسة والصحبة ولقاء الصالحين أن يعقبه إنفاق في سبيل الله وعمل صالح ونشاط وجهد واجتهاد في الطاعة والعمل الصالح وزيارة للأقارب وصلة للأرحام فها هو رسول الله (صلي الله عليه وسلم) عقب انصراف جبريل من لقاء المدارسة الرمضاني كالريح المرسلة في الإنفاق وإخراج الصدقة
إذن مقابله الصالحين وأهل الله تزيد وتزكى النفس فقد كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقي جبريل ويعيش في أجواء الوحي
... والتمرة التي يستقلها الإنسان يجدها يوم القيامة مثل جبل أحد من الحسنات نريد أن ننظر بنور الله بمعنى أن نري موعود الله كما يقول الله فالتمرة البسيطة في نظرنا نحن إذا نظرنا إليها بنور الله وبصيرته وفراسة المؤمن وجدناها كجبل احد من الحسنات والثواب
هلم إلى خيرٍ ساقه الله إليك ؟
الرسول (ص) وجد تمرة في ركن من أركان الغرفة فمسحها وهم أن يأكلها فأتى سائل فأعطاها إياه وقال " والله لو لم تأتها لأتتك "
ليجعلنا ويعلمنا أن نؤمن أنها من رزق الفقير والمحتاج فمن يأكل عندك كن سعيداً به فهو يأكل من رزقه وقد جاء إليه عندك ووفر عليك نقله إليه وأراحك من أن تذهب أنت إليه بهذا الرزق وهذه الصدقة
فهلم إلى الخير الذي ساقه الله إليك
...... ألا تنذرك قصة عمر رضي الله عنه وهو ينادى زوجته بعد أن عاد من عسه ليلاً ووجد أمراه تستغيث بمن يساعدها لتلد .... هلمي إلى خيرٍ ساقه الله إليك فقل لنفسك إذا قصدت زيارة مريض "هلم إلى خير ساقه الله إليك"
والى درس علم "هلم إلى خير ساقه الله إليك" ويطعمون الطعام على حبه ؟؟؟؟؟
متى تخرج شيئاً وأنت في حاجه إليه ؟؟ ومتى تكون من الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟؟؟ ومتى تكون من الذين يطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا ؟؟؟؟
هؤلاء وصفهم القران الكريم .. ألا تريد أن تحشر معهم ؟ فان المرء يحشر مع من أحب ... فمن الطبيعي إذا كان عندك الكثير من الخير أن تخرج منه فهل جربت إذا كان ما عندك من شئ شحيحاً أو قليلاً أو أنت محتاج إليه أن تخرج وتعطي منه وأنت تحبه .... "على حبه" ؟؟
هل إذا وضع بين يديك طعام لذيذ لم تتعود أكله لغلو ثمنه أو ارتفاع قيمته .. هل أنت على استعداد أن تعطي جزءاً منه لمن لا يذوقه ولا استطاعة له أن يأكل منه ؟؟
"لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون "
هل جربت ذلك ؟؟
هل عندك استعداد أن تفعل ذلك في رمضان فتطعم الطعام على حبه مسكيناً ؟؟
رب درهم سبق ألف درهم
والصدقات تتفاوت كما تتفاوت قراءة القران في ثوابها فكما أن قراءة العالم الكبير والمجتهد العلامة مختلفة عن العبد الضعيف فكذلك الإنفاق
ورب درهم سبق ألف درهم ؟؟ حتى لا يظن الفقير أن الجنة للأغنياء فقط فالذي يخرج مع الصدقة مقدار من التقوى والنية هي التي ينظر الله تعالي إليها ؟
الم يقل " لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم " الحج (37)
فهو سبحانه لا ينظر إلى كمية اللحم المذبوح ولا الدم المسفوح ولكن إلى التقوى المرافقة للإنفاق والتضحية والموجودة في قلب صاحب البهيمة المضحي بها
وفي الحديث " إن هذا الخير خزائن ولتلك الخزائن مفاتيح فطوبي لمن جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر وويلٌ لمن كان مغلاقاً للخير مفتاحاً للشر "
"فكن مفتاحاً للخير"
واعلم أن كل عمل لوجه الله سيبدله الله حلاوة تجد طعمها في قلبك ربما لا تنافسها حلاوة قيام الليل أحيانا فإن جاء إلى بيتك من يأكل ما تظنه قوت أولادك فجدد النية وأصلح الفهم وصححهفهذا خيرٌ ساقه الله إليك حتى دارك وهو لا يأخذ إلا رزقه ووفر عليك المواصلات والنقل إليه وكن سعيداً واطعم الطعام على حبه واعلم أن الله سيبدلك حلاوة تجدها في قلبك
يباهي بكم الملائكة
بمن يباهي الملائكة ؟؟ بمن لا ينفق ولا يقرأ القران !!!؟؟؟؟ ويتكاسل عن دروس العلم وصلاة التراويح ؟؟ ويضيع الأوقات ؟؟ الرسول ( صلي الله عليه وسلم) يباهي بأمته يوم القيامة ! هل ستكون منهم ؟؟ اعد للإيمان تجفافه !
من الشقي ؟؟!!
يختتم الحديث فيبين أن الشقي ليس من حرم مالاً فكان فقيراً ولا منصباً فكان وضيعاً ولا صحة فصار عليلاً ولا من حُرم ولداً فكان عقيماً
ولكن الشقي الحقيقي في حديث رسول الله (صلي الله عليه وسلم) "من حرم في رمضان رحمة الله عزوجل التي تنساب عبر أيامه وأعماله ونسماته "
ألا تذكر الصحابي الجليل ينادى صاحبه " أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ؟ انه يوم نزلت سورة التوبة تذكرا قبول توبته ! هذه أيام الخير الحقيقية
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير لنا ولامتنا والسلام عليكم ورحمة الله